اللهجة الحسانية ... صمود رغم المتغيرات

ليس سهلا أن يحافظ شعب أو مجتمع على لغته المحلية والشعبية على طول آلاف الكلوموترات  ويكون الأمر أكثر تحديا عندما يكون الناطقون بهذه اللهجة الشعبية أو تلك غارقين في القلاقل والإضرابات المرتبطة بالمصير و إثبات الذات  ومشتتين بين مجتمعات وثقافات ولغات أخرى ؛ فمن  مجتمعات الصحراء الغربية على حدود المغرب إلى مدن وبلدات أزواد الناطقة بالعربية  في عمق مالي والنيجر مرورا بطبيعة الحال بالمدن والبلدات الموريتانية من كرمسين غربا إلى فصالة شرقا ومن بئر أم أغرين شمالا إلى  لكصيبه جنوبا  ..

 

لهجة واحدة ظلت متماسكة إلا من تأثيرات طفيفة لا تذكر بسبب الإحتكاك الثقافي والعرقي والجو المحيط وهو أمر طبيعي في كل المجتمعات ؛لكن الجوهر والثقافة الحسانية والأدب والشعر ظل صداه  يتردد   في كل زوايا هذه البقعة من الكرة الأرضية ؛ فسكان أزواد العرب رغم القلاقل والإضطهاد والحل و الترحال  ظلوا  متشبثين بهذه اللغة في أنقى عباراتها .

وظل سكان الصحراء الغربية يفتخرون بالأدب الحساني وكل ما تعلق به من كلمات الحسانية العميقة ؛ أما سكان موريتانيا فرغم طبيعة المدن  خلال العقود  الماضية وانتشار اللهجات العربية والإفريقية  ظل الموريتانيون تشرئب أعناقهم عندما يسمعون كلمات من الحسانية العريقة " سواء في كاف من لغنه أو في حكمة أو مثل شعبي غارق في القدم والعراقة .

 

الحرية

سبت, 14/06/2014 - 15:02

          ​