
اعزائي القراء اسمحوا لي فالساكت عن الحق شيطان اخرس , من هذا المنطلق فقط وتنويرا لمدعي الانتساب الي حقل التاريخ وتاريخ المقاومة بالذات .
اعلموا سامحكم الله ان الحقائق التاريخية في اغلبها حقائق نسبية و مأخوذة من ارشيف ما تسمونه المستعمر. ولست هنا باكية ولا متباكية عليه ولست احاول غمض الشرفاء الوطنيين حقهم ولست معقدة من مسيرة المقاومين الاشاوس الذين هم أجدادي , لكنه التضرر الذي اصاب الجميع من هذا الانفتاح الاعلامي الجارف . ورغم ذلك كله سابقي متماسكة ولن انبش في ارشيف الفرنسيين وتاريخنا ,
فالوثائق كثيرة وبإمكان كل احد النفاذ اليها لكن هدفي ليس ادانة زيد ولا تبرئة عمرو وإنما هو نبذة تاريخية وفخر واعتزاز, بمقاومة حقيقية مقاومة اكابر اسياد امراء يفهمون في الحكم ومتطلباته يحكمون بالعدل يصلحون في الارض ولا يفسدون ,يرون بعين البصيرة , نظرهم ثاقب وعينهم علي المصلحة العامة لا يقبلون بسكب قطرة ماء لأحد فا حري سفك دم مسلم . هؤلاء هم اجدادي وهم طليعة المقاومين ولا اظن ان هناك اي موريتاني نزيه شريف علي مستوي من الثقافة يخفي عليه ذلك . وخير شاهد عليه مؤتمر تندوجة سنة 1856 الذي أسسه الشيخ سيدي , ورسائله الي جميع الامراء تلك الرسائل التي تفيض قوة وغيرة علي البلاد وعلي توحيد صفوف العباد . وقد سعي الرجل من خلال هذا المؤتمر للعمل علي تأسيس كيان مركزي موحد من اجل الاستعداد للمقاومة ,علما بان ارهاصات دخول الفرنسيين كانت في بداياتها ,وكذلك رسالته الشهيرة التي يستعين فيها بسلطان المغرب المولي عبد الرحمن , ويطلب منه المدد بالسلاح . و كان المولي عبد الرحمن قد استضافه قبل ذلك بالمغرب اثناء رحلة يقصد بها الحج فأكرم وفادته , بعد ما بدا له من غزارة علمه وعظيم شانه , و قصائد ابنه الشيخ سيد محمد التي يستنهض فيها همم الموريتانيين ويرسم لهم الخارطة التي ارادها هو وأبوه لمقاومة ناجحة , وليست القصيدة المتداولة إلا مثالا من أشعاره الكثيرة في هذا الميدان أما مربط الفرس وإشكالية العصر وضوده الشامخ والمجدد اللامع واللوذعية الفذ والمؤسس الأول للجمهورية الاسلامية الموريتانية من وجهة نظري علي الأقل الشيخ سيد ي باب ولد الشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا وكما يقول الوسيط فما ظنك بمن أبوه الشيخ سيديا شب هذا الابن في وسط همه الوحيد جلب المنفعة للإنسان ودفع الضر عنه وكان شديد الذكاء والفطنة جلب له أبوه العلماء من أصقاع البلاد وتشبع من أنواع الثقافات التي تخول له فهم الامور التي ربما لم يكن غيره مهتما بها في تلك الحقبة وفي أثناء بزوغ فجر الرجل وبلوغه ذروة الصيت والجاه والنفوذ كان المستعمر قد أحكم قبضته في السنغال والمغرب والجزائر وفعلا وبحكم موقعنا الاستراتيجي كطريق أو كنقطة وصل بين مستعمراته كان لابد من دخول الفرنسيين للبلاد الأمر الذي لا يرغب فيه أحد لكنه أمر واقع . ومن عادة المستعمر كما يعلم الجميع استطلاعاته ودراسته للبلد وأهل البلد قبل دخوله اياه . ويبدو أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن الرجل لا مثيل له في الوجاهة والصيت. وقد كان الاستطلاع علي حق فالرجل أصبح بغية الوافدين من جميع أصقاع البلدان من ذوي الحوائج تعلمية كانت أ و مادية أو رفع مظالم . وهكذا وأمام هول الصدمة وعدم تكافئ الجيوش والمعرفة بأن الحقبة حقبة استعمار, كان الرجل سريع البديهة عقلاني التفكير سياسيا سبق عصره , وهنا لابد من أن أستشهد بمقولة افرير جانه , أن الرجل كان يصلح لأن يكون أميرا للبيض انذك . انتهي الاستشهاد . أمام هذا كله أراد الرجل أن لا يظهر بموقف ضعف ويملي شروطه علي المستعمر لا تدنيس لأرضنا ببناء أي كنيسة عليها لا تعرض لأي أحد في اقامة شعائره الدينية لا ظلم . وفي جواب الرجل الشافي الكافي المعروف لدي الجميع , عندما هم الفر نسيون با غراءه فسألوه من هم أتباعك يوهمونه بأنهم سوف يعاملونهم معاملة خاصة أو كأنهم يريدون منه اشارة خضراء لسوء معاملة اخرين , فكان الرد حازما حاسما موحدا عادلا لا لبس فيه مقاوما للمساس بأي مصلحة من أي نوع كانت لأي موريتاني فهكذا تكون المقاومة أو لا تكون .
بقلم: زينب الشيخ سيديا