كتابة الكذب...!

منذ فترة وأنا أدأب على كتابة الكذب وإنتاجه في أغلفة من اللغة وفي نصوص متقنة من صميم الكذب المفتول الذراعين.

إن كتابة الكذب ليست أيسر ولا أسهل من الابداع؛ فهي إبداع لكنه من نوع خاص ، فحين نصارع شعورنا ونتجاهله ونعقه فإننا سنبدع في الصمت وتجزيئه إلى وحدات فنية، لا تقاس بالوجود ولا بالافتراض.

إن كتابة الكذب تتعب الخيال وتستفز الضمير وتضايق الشعور، وتعيق منحى التاريخ وتورث فيه بقعا سوداء لا تمحي بسهولة، لكنها تبقى ممتعة وعسيرة ونادرة.

وتختلف كتابة الكذب عن رسم الافكار التي تتشكل في بنيتنا التصورية، فنحن حين نكتب الكذب فإننا نصنع عالما مجهولا لا يجد أصلا في أذهاننا وإنما نبنيه بالقياس والمقارنة والسماع، ليولد لدينا عالم من الكذب قائم بذاته يحسبه من رأاه أنه منوحي الحيرة أو المعرفة او من اضطراراتنا البشرية او انه انفعال قصدي.ويبقى على القارء أن نصوصا أخرى مازالت في الطريق ولا يحجبها عن حسه سوى مساحة السياق.

كتبت عن الجهل وكتبت عن الخيال وجربت وجودهما في الذهن، ووجدتهما عالمين موجودين بالقوة في أذهاننا لكني لم أتصور أن الكذب موجود أيضا وله مكانه العظيم في صمتنا ..وأنه قابل للتصور.

الصمت عالم عظيم مليئ بالمتناقضات لكن اللغة و بسهولة تحتضن الخيال والمجهول والمعرفة والكذب... فهي تسع الكون جملة.

وقد رأيت أخيرا بعض الرجال يفخرون بمحاولة الكذب ويعجزون عنه ورأيت بعضهم يطمح له ويفخر به رغم أنهم لا يتقنونه ولا يعرفون شيئا عن قيمته...فقليل من يجيد فتيله ويحسن وشيه وترصيعه بالجمال ليناسب الغرض المقصود والهدف المنشود ...

ديدي نجيب

خميس, 17/12/2015 - 00:32

          ​