
في خطوة تشكل تقدما مهما أعلنت كوريا الشمالية، عن إجرائها أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، معلنة بذلك انضمامها إلى صفوف الدول النووية المتقدمة”.و تسببت القنبلة في زلزال قرب موقع معروف للتجارب النووية بقوة 5.1 على مقياس ريختر.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كيم ألمح خلال جولة تفقدية لموقع عسكري أن بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية، لكن واشنطن شككت في صحة تصريحاته.
واعلنت كوريا الشمالية انها لن تتخلى عن قدراتها النووية مالم تتخل الولايات المتحدة عن سياستها المعادية، وأنها لن تنقل قدراتها النووية إلى دول أخرى.مؤكدة أنها لن تستخدم الأسلحة النووية ما لم يحدث اعتداء على حقوقها السيادية.
جدير بالذكر ان بيونج يانج اجرت ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في 2006 و2009 و2013.وأدت هذه التجارب إلى فرض عقوبات دولية عليها. أما القنبلة الهيدروجينية فيستخدم فيها الاندماج النووي وتسبب انفجارا أقوى بكثير.
سيول تعتبر التجربة الكورية الشمالية “تحديا خطيرا” للسلام العالمي..
من جهتها دانت الحكومة الكورية الجنوبية بشدة التجربة النووية لكوريا الشمالية معتبرة أنها “تحد خطير” للسلام العالمي، وأكدت أنها ستتخذ كل “الإجراءات الضرورية” لمعاقبة بيونج يانج.
وقالت سيول في بيان تلاه رئيس مجلس الأمن القومي عبر التلفزيون “ندين بشدة إجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيراتالأسرة الدولية”.
وأضافت سيول أنها “سنُتخذ كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك فرض عقوبات إضافية من قبل مجلس الأمن الدولي ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية”.
وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.
على جانب آخر يتشكك البعض في صحة التجربة حيث أكد المحلل والخبير في الدفاع في مؤسسة “راند كوربوريشن” بروس بينيت، أن “هذا السلاح كان على الأرجح بحجم القنبلة الأميركية التي فُجّرت في هيروشيما لكنها لم تكن قنبلة هيدروجينية، ما حدث هو انشطار”، مضيفاً أن “الإفجار الذي حصل كان يفترض أن يكون أقوى بعشر مرات”.وكانت أولى الشكوك في حدوث تجربة نووية في كوريا شمالية أُطلقت من قبل خبراء الزلازل الذين رصدوا هزة أرضية بقوة 5,1 درجات بالقرب من موقع الاختبارات النووية الرئيسي لكوريا الشمالية.
ردود فعل دولية ..
ورأى معظم الخبراء أن “بيونج يانج ما زالت بعيدة جداً عن امكانية إنتاج قنبلة نووية حرارية لكنهم منقسمون بشأن قدرتها على صنع أسلحة ذرية صغيرة وهي مرحلة أساسية في إنتاج الرؤوس النووية. وفي حال كانت التجربة المُعلن عنها تجربة لقنبلة هيدروجينية أو غير ذلك، يشكل هذا الاختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية تحدياً صارخاً لأعدائها وحلفائها على حد سواء. وقد حذرها حلفاؤها من أن ثمن مواصلتها لبرنامجها النووي سيكون باهظاً جداً.
وفي الواقع لم تمنع العقوبات الدولية بيونج يانج من القيام بتجربة نووية رابعة ستثير ردود فعل أقسى هذه المرة على الأرجح. حيث كان الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف في العام 2014 كوريا الشمالية بأنها “دولة مارقة”، واعداً بـ”فرض عقوبات أقسى عليها إذا أجرت أي تجربة نووية جديدة”.
وبعد الإعلان عن تجربة اليوم حملت الولايات المتحدة بعنف على “الاستفزازات الكورية الشمالية”، كما وصفتها، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها “غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونج يانج قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية أم لا”.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس، في بيان، أنه “لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حالياً، لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية”.وأعلن أن “مجلس الامن الدولى يعقد إجتماعاً الأربعاء بشأن التجربة النووية الكورية”.لبحث تداعيات إجراء أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية قامت بها كوريا الشمالية.
من جهة أخرى، كانت الصين مارست في الماضي ضغوطاً على كوريا الشمالية، وقد بدا أن صبرها قد نفد بسبب رفض بيونج يانج التخلي عن برنامجها النووي.إذ يقول خبراء أن “قدرة الصين على التأثير على حليفتها تحدها مخاوف من قيام كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولايات المتحدة”.
وفي طوكيو، دان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التجربة معتبراً أنها “تشكل تحدياً خطيراً لجهود العالم الهادف إلى الحد من الانتشار النووي وتهديداً جدياً لليابان”. كما دانت سيول بشدة التجربة النووية معتبرةً أنها “تحد خطير للسلام العالمي”، مؤكدةً أنها “ستتخذ كل الاجراءات الضرورية لمعاقبة بيونج يانج”.ورأى رئيس “منظمة معاهدة حظر التجارب النووية” أن “التجربة النووية الكورية الشمالية تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين”.وفور الاعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.