فيسبوك يحاول مجددًا.. تحديث جديد قد يغيّر قواعد اللعبة
منذ انطلاقها في عام 2004، مرت منصة “فيسبوك” بعدد كبير من التحديثات والتغييرات الجذرية التي حولتها من وسيلة بسيطة للتواصل بين الأصدقاء إلى واحدة من أكبر منصات المحتوى المقترح المدعوم بالذكاء الاصطناعي. لكن الآن، يبدو أن مارك زوكربيرغ يسعى لإعادة “سحر فيسبوك القديم” من خلال تجربة جديدة تُدعى “OG Facebook”، في محاولة لإعادة جذب المستخدمين الذين انصرفوا نحو منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”.
العودة إلى الأساس: ماذا يتضمن التحديث الجديد؟
بحسب ما أعلنته شركة “ميتا” عبر تدوينة رسمية، يضيف التحديث الجديد واجهة مخصصة تُظهر فقط منشورات الأصدقاء الذين يتابعهم المستخدم، بعيداً عن الخوارزميات المعقدة التي تقترح محتويات عشوائية أو غير مرغوبة. هذه الواجهة الجديدة تأتي إلى جانب موجز الأخبار التقليدي الذي ما يزال متاحاً للمستخدمين، لكنها توفر خياراً واضحاً للعودة إلى شكل التواصل الشخصي الذي كان يميز المنصة في بداياتها.
منافسة شرسة ومحاكاة لنهج المنصات الأخرى
من المعروف أن منصات مثل “إكس” (تويتر سابقاً) و”تيك توك” تقدم نوعين من الموجزات: الأول مخصص للمحتوى المقترح من الخوارزمية، والثاني يركز فقط على الحسابات التي يتابعها المستخدم. حتى المنصة الصاعدة “بلو سكاي” بدأت بتقديم خيارات أوسع للمستخدمين من خلال موجزات مخصصة يتم توليدها بناءً على اهتماماتهم.
وفي هذا السياق، كانت “فيسبوك” متأخرة في تقديم هذه الميزة بشكل مباشر، ما جعل تجربة المستخدم أقل تفاعلاً وشخصية. ويأتي هذا التحديث بمثابة محاولة لاستعادة خصوصية ودفء التواصل الذي طالما ميز المنصة قبل أن تتغلب عليها خوارزميات الاقتراح.
ما الذي يدفع “ميتا” لهذا التغيير الآن؟
بعيداً عن الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن تحسين تجربة المستخدم، يُرجح أن هناك دافعاً اقتصادياً واستراتيجياً وراء هذه الخطوة. فالنمو البطيء في أعداد المستخدمين النشطين على “فيسبوك” مقارنة بالارتفاع المتسارع لـ”تيك توك” و”إنستغرام” – رغم أن الأخيرة مملوكة أيضا لـ”ميتا” – يشير إلى ضرورة إعادة التفكير في تجربة المنصة.
كما أن تراجع شعبية “فيسبوك” بين جيل “زد” و”ألفا”، والذين يفضلون منصات الفيديو القصير والمحتوى السريع، ساهم في تآكل الحصة السوقية للمنصة الأم.
وماذا عن الإعلانات؟
حتى الآن، لم يتضح ما إذا كانت “فيسبوك” ستقوم بإدراج الإعلانات داخل موجز الأصدقاء الجديد. غير أن تجارب المنصات الأخرى توحي بأن الإعلانات ستجد طريقها لهذا الموجز أيضاً، وإن بشكل مدمج لا يُفسد تجربة المستخدم. وقد يكون هذا جزءاً من استراتيجية “ميتا” في جعل الإعلانات أقل إزعاجاً وأكثر انسجاماً مع بيئة المحتوى.
هل ينجح التحديث في استعادة بريق “فيسبوك”؟
في الوقت الراهن، انطلق التحديث الجديد بشكل تجريبي في الولايات المتحدة وكندا فقط، على أن يُطرح لاحقاً في بقية دول العالم في حال حقق نجاحاً مقنعاً. ويبدو أن “ميتا” تراهن على حنين المستخدمين إلى تجربة أكثر خصوصية وإنسانية وسط زحام المحتوى الاصطناعي.
لكن، في ظل هيمنة خوارزميات الاقتراح وميل المستخدمين للمنصات البصرية الترفيهية، تبقى مسألة النجاح مرهونة بقدرة “فيسبوك” على تقديم تجربة توازن بين التواصل الشخصي والتصفح الممتع.
ثلاثاء, 22/04/2025 - 08:43