أي حوار مع 90 حزبا لكل منها ممهداته

الحوار الذي يريده البعض وفق مقاساته وعلى مزاجه، سيطول انتظاره، لأنه ببساطة لا يمكن أن ينطلق، لانعدام شروطه أصلا، وسنكون منصفين إذا قلنا إن البعض في المعارضة لديهم صورة خاطئة عن حجمهم الحقيقي، صورة توهموا معها أنهم باتوا رقما في المعادلة، بإمكانهم انتزاع تنازلات من النظام.

إن الحديث عن الممهدات وتقديمها للنظام كشروط يجب تنفيذها قبل الحوار فيه الكثير من التجني على المنتدى نفسه، فالأخير ليس في وضع يؤهله لفرض شروطه، والنظام يمر بفترة هي الأفضل في تاريخه، فلديه علاقات دولية معتبرة، ووضع محلي جيد، وإمكانات مالية وبشرية مساعدة على تنفيذ برنامجه وخططه الاقتصادية والاجتماعية دون بشكل مريح..

ومن الناحية السياسية يتمتع بأغلبية مريحة في جميع الهيئات الانتخابية، سواء منها المجالس البلدية أو البرلمان بغرفتيه العليا والسفلى، وبالتالي لا يوجد من ينغص عليه عهذا الجو ويرغمه على التنازل عن مكاسب عمل لها منذ سنين..

لقد آن للموريتانيين التوقف عن مخادعة أنفسهم، والعيش على الأوهام والأماني، فليست هناك أحزاب أومنظمات مجتمع مدني أو صحف بالمعني الحقيقي للكلمة باستثناءات قليلة، ويكفي أن الولايات المتحدة الدولة الأغنى والأقوى في العالم، لا ذكر فيها إلا لحزبين فقط، وكذلك الحال في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، فكيف يتم الحديث في موريتانيا عن 90 حزبا لكل منها شروطه وممهداته الخاصة للحوار، ورؤيته للحكم والانتخابات...إلخ

إن ما يجري اليوم أشبه بالمهزلة التي تثير الشفقة، وعلى السلطات الحاكمة أن لا تتعاطى مع مثل هذا المسرحيات الهزيلة، فلا حوار مع هؤلاء حتى يثبتوا أهليتهم ويترفعوا عن الصغائر والقيل والقال، فالدول لا تبنى بالكلام، والسياسية ليس هواية يمارسها كل من هب ودب..

آتلانتيك ميديا

أربعاء, 13/05/2015 - 09:33

          ​