تعزية في الفنان محمد ولد حمباره يكتبها اسماعيل ولد يعقوب ولد الشبخ سيديا

كان أحد آخر علماء التيدينيت الذين تخصصوا في الجانبه الكحله؛ تلقفته سامعة الفن الحسانوفوني بقبول منذ عقود أربعة. يشدو بعفوية ويتكئ على حنجرة باكية لدنية.
  ظل محافظا على سمت الفنان الموريتاني الأصيل مستمدا من ميراث بيت آل حمباره الزاخر بالثقافة الموسيقية والشعرية المحلقة؛ ومستندا على موروث آل ايدّه العامر بالتبتليات الآسرة والأوتار الساحرة.
  حين يتغيب فنان موريتاني تنطوي معه أسارير من ذاكرة الفرح والمرح وتتوارى معه مكتبة صوتية وثقافة موسيقية ومرويات ولدت لتموت.
  إنهم -على قلتهم- يحثون وجداننا على الصمود؛ أمام رياح العولمة العاتية؛ يفعلون المستحيل لنتجلد؛ يجعلوننا نذكر الله نتأوه نحب نبكي نشعر.
  يجب أن يوقظ فينا -كمجتمع- فراقه عرفانا فنعلن الفن الموريتاني تراثا إنسانيا نتعلمه ونتلمس قيمه؛ إنهم يساقطون ونحن نتفرج.
  إحدى أجمل وألطف الهدايا التي بعثتها مدينة النعمة الولادة إلى الفضاء الحسانوفوني تزف إلى دار الخلود.
 ألبس الله محمد ولد حمباره ثوب الرضوان فقد  رحل إلى حيث لا ظلم ولا حزن؛ في يوم الجمعة 9سبتمبر 2023؛ في الديار المغربية.
إنا لله وإنا إليه راجعون؛ تعازي لكل روح أسرتها مقاماته الصوتية يوما؛ ولكل بيظاني أنيق يرنو إلى الجمال وزهو الحياة.     

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

ثلاثاء, 12/09/2023 - 12:14

          ​